تتشابك خيوط الأزمة السورية في لوحة معقدة من الصراعات والتحديات التي تتجاوز حدود الدولة الوطنية لتشمل تدخلات إقليمية ودولية متعددة، ما يجعل مسألة استعادة الاستقرار مهمة شاقة تكتنفها مخاطر جمة. يناقش د. محمد عز العرب، في تحليله الأخير، ثلاثة أبعاد رئيسية تحدد مسار الأحداث في سوريا: الاستهداف الإسرائيلي المتواصل، التوسع التركي الطامح، والظروف الداخلية الصعبة التي يواجهها النظام السوري.
من جانبه، يشكل الاستهداف الإسرائيلي لأهداف مختلفة في سوريا، والذي يُبرر غالبًا بمحاولات للحد من نفوذ إيران وحزب الله، عاملاً مزعزعًا لأي فرصة للسلام. تُعقد هذه الضربات، المتزامنة مع الغموض الذي يكتنف السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا، جهود الدبلوماسية الدولية وتعزز من حالة عدم اليقين السياسي والأمني في المنطقة.
بالانتقال إلى الشمال، يبرز التوسع التركي كعامل ثانٍ يقوض استقرار سوريا. تسعى تركيا إلى تحقيق أهداف متعددة من خلال تدخلها في سوريا، بما في ذلك محاربة القوات الكردية المسلحة التي تعتبرها أنقرة تهديدًا لأمنها القومي، وكذلك استخدام الأراضي السورية كورقة ضغط في السياسة الإقليمية والدولية. يؤدي هذا التدخل إلى تعقيد المشهد السوري وتفتيت سيادة الدولة، مما يجعل جهود الاستقرار أشبه بالسير على حبل مهترئ.
أما عن الوضع الداخلي، فإن النظام السوري يجابه تحديات جمّة تتمثل في اقتصاد متهالك، مجتمع مفكك، وبنية تحتية مدمرة، هذا بالإضافة إلى العقوبات الدولية التي تزيد من حدة الأزمة الإنسانية. وفي ظل هذه الظروف، يظل الحديث عن الاستقرار مجرد آمال بعيدة المنال في غياب برنامج إعادة إعمار حقيقي ومسار سياسي يتجاوز الصراعات العسكرية إلى بناء دولة تحترم تعددية المجتمع السوري وتطلعاته.
بناءً على هذه العوامل، يتضح أ
