تقف سوريا اليوم على مفترق طرق، بعد سنوات من الصراع الذي طال أرجاءها، فبينما يدور الحديث عن التدخلات الخارجية التي تسعى لزرع العقبات في طريق تعافيها، تبرز في الأفق بوادر تعافي قد تحمل في طياتها إمكانية إعادة تشكيل ملامح دولة قوية ومستقرة.
منذ اندلاع الأحداث في سوريا، والتدخلات الخارجية لم تتوقف، سواءً تلك التي تسعى لتعزيز الانقسام السياسي والطائفي، أو تلك التي تهدف للمساعدة والدعم. واليوم، يتجلى السؤال الأبرز: هل ستغلب سوريا التحديات وتسير على طريق الشفاء وإعادة البناء؟
لقد شهدت سوريا تدخلات خارجية تسمى بـ”الخبيثة”، والتي تحاول بث الفتنة والانقسام، وتقويض أسس الدولة. هذه التدخلات تأخذ أشكالاً متعددة، مثل الدعم المقدم للجماعات المسلحة، أو تجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، والتي تعرقل مسيرة السلام وإعادة الإعمار.
وفي الجانب الآخر، هناك التدخلات التي يمكن وصفها بـ”الحميدة”، التي تأتي عبر المساعدات الإنسانية والمبادرات الدولية للحوار. هذه الجهود تهدف إلى دعم الشعب السوري ومساعدته على تجاوز آثار الحرب، وتعزيز فرص السلام والاستقرار.
الآراء متباينة بشأن مستقبل سوريا، فالبعض يرى أن العقبات السياسية والطائفية التي تم إيجادها ستعيق تعافي البلاد، فيما يرى آخرون أن هناك مؤشرات إيجابية تبعث على الأمل. ففي الأونة الأخيرة، شهدت سوريا عودة بعض اللاجئين، وبدء عمليات إعادة الإعمار في بعض المناطق، وتحسناً في العلاقات مع بعض الدول العربية والإقليمية.
ما يبعث على الأمل أيضاً هو قوة وصمود الشعب السوري، الذي عانى من ويلات الحرب لكنه لم يفقد الأمل في مستقبل أفضل. هناك إيمان بأن سوريا تمتلك القدرة على التغلب على التحديات والخروج من أزمتها متكاملة الأركان، شرط أن تتوفر الإرادة الدولية والإقليمية لدعم هذا الطريق.
في النهاية، تظل سوريا أرضاً للتاريخ والحضارة، ورغم الجراح التي خلفتها السنوات الماضية، إلا أن الأمل في تعافيها يظل قائماً. يتطلب الأمر جهوداً جماعية وتضافراً للإرادات، لتجاوز العقبات السياسية والطائفية ولتحقيق الاستقرار والتنمية، لتعود سوريا، بلد الأمن والحضارة، وتستأنف دورها كدولة مكتملة الأركان في المنطقة والعالم.


