شهدت محافظة السويداء السورية تطورات أمنية واجتماعية مهمة، عقب اجتماع موسع ضم شيوخ العشائر وممثلي الفصائل المحلية، الذين أقروا بضرورة تفعيل الأمن المحلي والعمل على عودة الحياة إلى طبيعتها، فضلاً عن تأمين طريق دمشق – السويداء، الشريان الحيوي الذي تأثر بالتوترات الأخيرة.
يأتي هذا الاجتماع في سياق محاولة لاستعادة الاستقرار في المنطقة، التي تعاني من حالة من عدم اليقين الأمني منذ اندلاع الأزمة السورية. كان اللافت في الاجتماع هو التأكيد على الحل الذاتي والمحلي للمشاكل الأمنية، بما يعكس رغبة المجتمع المحلي في الحفاظ على النسيج الاجتماعي والأمني الخاص به، والتقليل من اعتماده على القوى الخارجية، سواء كانت حكومية أم دولية.
إن التركيز على الأمن المحلي يعد خطوة بارزة نحو إعادة الثقة بين السكان والجهات الفاعلة في المنطقة، وهو أمر ضروري لضمان تحقيق الاستقرار الدائم. الاستعانة بالشيوخ والفصائل المحلية تعتبر استراتيجية فعالة لتعزيز النظام الأمني، إذ يمتلك هؤلاء القادة القدرة على التأثير في مجتمعاتهم وضمان التزام الأهالي بالقواعد والتوجيهات الأمنية الجديدة.
تأمين طريق دمشق – السويداء يعد عنصراً حاسماً ليس فقط لأمن المحافظة، بل للاقتصاد المحلي أيضاً، حيث يربط هذا المحور الحيوي العاصمة بالمحافظة، ويعتبر شرياناً لنقل البضائع والأفراد. إعادة فتح وتأمين هذا الطريق سيسهم في إنعاش النشاط التجاري ويعزز من حركة السفر والتنقل، مما يؤدي إلى تحسين الوضع المعيشي للسكان.
يشير الاجتماع في جوهره إلى بزوغ فكرة الإدارة الذاتية والمحلية كأساس للحل في المناطق التي تعيش تحت ضغوط أمنية وسياسية. وفي ظل الظروف الراهنة، يمكن القول إن هذا التوجه نحو الحلول المحلية قد يشكل نموذجاً يحتذى به في مناطق أخرى من سوري